اعترافات مدمنة

اتذكر ذلك اليوم الذي ذهبت فيه لمصحة من مصحات الادمان وجلست مع المدمنين وتحاورت معهم
لم اكن اعرف ان المطاف سينتهي بي لاحمل لقب مدمنة. نعم انها الحقيقة المرة فانا مدمنة

اذكر جيدا اليوم الذي بدأت فيه هذه الرحلة اللعينة رحلة الادمان
كان يوم من ايام شهر اغسطس خرجت من منزلي ﺇثر مشاجرة مع أبي سرت علي غير هدي
لااعرف اين اذهب ﺇلي ان لاح امامي مقهي للانترنت ففكرت ان ادخل واقضي بضع ساعات فيه
فاين سأذهب وانا ليس معي الا جنيهات قليلة
وقتها لم اكن اعرف استخدام تلك الشبكة الاخطبوطية فطلبت من السيبرمان مساعدتي لانشاء ايميل
وللدخول علي غرف الدردشة و قضيت ثلاث ساعات اتحدث واتعارف علي الناس ونسيت كل
همومي وفرحت بعالمي الجديد ومنذ ذلك الحين كلما اصابني الضيق ذهبت لاجلس في مقهي الانترنت
اتعارف وادردش مع الناس ومع الوقت اصبح مقهي الانترنت هو بيتي الثاني وقد ساعد في ذلك فترة
تدريبي في احدي الصحف فكنت ازعم احتياجي الانترنت للبحث عن معلومات تفيدني
في كتابة موضوعاتي وكنت بمجرد ان اجلس امام شاشة الكمبيوتر انسي ماكنت سابحث عنه
ولا اتذكر سوي برامج الدردشة
انحسر عالمي كله في شاشة وازرار
انعزلت عن الناس تماما لا اكاد اري احدا كلما حاول احد اصدقائي الاتصال بي وجدوني في مقهي الانترنت
فكانوا ياتون ليجلسوا معي في مقهي الانترنت فلا يجدون الا انسانة لا تلقي لهم بالا لايهمها سوي الازرار التي تدق عليها والشاشة التي تحدق بها
وبعد انتهاء الاجازة الصيفية وبدء الدراسة اصبحت لااحضر المحاضرات لاجلس علي الانترنت ويكلمني اصحابي واعدهم بان آتي الجامعة ولكن كل قراراتي ونواياي تتلاشي امام سحر الشاشة والازرار
عندما جاء العيد علينا وكان اقاربي كلهم مجتمعين تهربت من الذهاب مع افراد اسرتي لاستمتع بالجلوس عالانترنت
اصبحت اصاب بالاكتئاب اذا ما مر يوما دون الجلوس عالانترنت
فانا افعل كل شئ عالانترنت انقل افكاري وتعبيرات وجهي بواسطة الدق عالازرار فاذا كنت اتحدث مع احد من اهل الشبكة الاخطبوطية واردت ان اضحك كتبت هههههههههه او ارسلت وجها (كرة صغيرة) تبتسم بالنيابة عني واذا اردت ان ابكي ارسلت وجها تتناثر من عينيه الدموع
ولكني وجدتني فقدت التواصل مع البشر من حولي في الحياة الحقيقية ولا اعرف التواصل او التعامل الا مع اهل النت وخسرت اصدقائي وتراجع مستواي في الدراسة

فجأة اكتشفت اني اسير في اتجاه الهاوية بخطي ثابتة وكان لزاما علي ان اعترف بادماني
نعم انا مدمنة قد لايعترف المجتمع بادماني هذا ولكنها الحقيقة
رسمت خطة لعلاج نفسي فلقد كرهت العيشة ام زراير واردت ان احيا من جديد وسط اصدقائي الذين طالما احبوني واحبتهم
واستطعت ان اتخلص من ادماني هذا
وتم الله شفائي علي خير واصبحت استخدم الانترنت باعتدال
وانا الآن اجيد التواصل مع اصدقائي والبشر عامة في الحياة الحقيقية وتنتقل افكاري عن طريق التحاور معهم وليس عن طريق الزراير