الأحد، ١٩ شوال ١٤٢٩ هـ

كان وقحا بدرجة كافية ليخوض في عرضي
واحتقرته وقتها بدرجة كافية لارد بهدووووء شديد
وثبات منقطع النظير
اووووه نسيت تماما ان اخبره انه ابن ...-لاداعي للابتذال اوالتحدث بلغته-..ايضا لاداعي لاخباره فهو اكيد يعرف
ورغم ان معاشرة التفاصيل صعبة وقد تصيبك بالرعب والهلع
الا انك قد تستيقظ لتحكيها بهدوء شديد ممتلكا نفس مطمئنة لاقصي مدي
خاصة ان الحياة قررت ان تعطيك لحظات جميلة تعويضا لك عن ذلك الوقح الذي اكتشفته مؤخرا في حياتك
تنسي كل شئ وتتذكر فقط انك هنا في الاوبرا تحجز تذكرة لمشاهدة العرض المسرحي
تتحدي نفسك بدخولك هذا المكان وزيارتك لتلك الارض
فلطالما تباركت تلك الارض بآلامك واحلامك ولحظات سعادتك
تخاف بعض الشئ من الذكري
ولكنك تربط علي قلبك وتتقدم
تتوغل في تلك الارض ..تجد نفسك مبتسما رغما عنك
تتذكر ..هنا حدث ..وهناك لم يحدث
تقودك المصادفة الي معرض لوحات لفنان ما ..قاعة كبيرة واسعة ..كثير من اللوحات معلقة علي الجدران ..لايوجد بها بشر سواك
حتي الفنان غير موجود ..تحتار في امر اللوحات ..هل شاهدها الجمهور ثم رحل ؟..ام انها في انتظار الجمهور ليشاهدها
ستجيبك تلك الزهور الملقاة علي الارض..وتخبرك عن أشخاص كانوا هنا منذ قليل ولكنها لن تخبرك شيئا عن الفنان صاحب تلك اللوحات
لن تبالي كثيرا ويستهويك التقاط الزهور البيضاء منها
ثم تؤنب نفسك ..هل انا سارق ؟
ثم تعيد لتنفي ..لا والله لست بسارق ..كانت زهور ملقاة علي الارض مهملة ..كانت ستموت ..اخذت منها البيضاء فقط..
تناديك صديقتك من بعيد..لتخرجك من هذا الزخم الفكري.. وتخبرك ان بداية العرض اقتربت
تذهب للحضور ولاتندهش عندما تجد نفسك المشاهد الوحيد للعرض
الجميع له دور..حتي صديقتك انشغلت بتوثيق اللحظات الهامة
اما انت فقط جلست وحيدا في الظلام للمشاهدة فقط
الممثلون علي المسرح يتصارعون ويتصالحون ..يتقاتلون ويجرحون
عندما رأيت الدماء اصابك الهلع ..شعرت بانها حقيقية ..فقررت ان تصعد علي خشبة المسرح لتوقف هذا النزيف
ولكن المخرج استوقفك ..اخبرك ان تعود من حيث جئت
ابتسم لك متسائلا..اين تذهب وانت المشاهد الوحيد؟
عد مكانك ..شاهد في صمت ..لاتخاف مهما حدث ..فقط صفق للابطال عند انتهاء العرض
تسأله في فزع ..لماذا كل هذه الدموية في العرض؟
تلمح في عينيه الآسي ولكن سرعان ماتتجمد ملامحه
ويخبرك في ثبات وحيادية انه غير مسئول عن الاحداث ..هو فقط مسئول عن ابطال الحدث واجادتهم لتجسيد الاحداث
ثم يسارع بانهاء حواره في حزم قائلا :
ايها المشاهد ..اجلس مكانك ..وصفق للابطال عند انتهاء العرض
تستجيب لامر المخرج ..متسائلا في دهشة اي السلطات يملكها ليصدر لك الاوامر وتنفذها انت؟
بعد ان ينتهي العرض وتصفق مستجيبا لاوامر المخرج
ستدرك انك انت والمخرج والعرض وابطاله ..جزء من مسرحية جاري استكمال فصولها

هناك تعليق واحد: