الأربعاء، ٢٧ رجب ١٤٢٩ هـ

عشت لأتذكر ..فنسيان الذكريات ذنب لايغتفر


كان اليوم هو أول لقاء لنا ..هكذا صمم التاريخ علي إثبات ذلك في أوراقه ..وهكذا اتفقنا نحن دون أن ندري
لاأدري لماذا تجاهلنا لقاء تعارفنا العابر، ولقاءين آخرين لاأدري عنهم شيئا الآن
أيضا هناك رسالة غير مبررة كتبتها له علي ورقة صفراء متهالكة –لاأتذكر منها سوي أني مضيت بحرفي الالف والهاء –لم امض من قبل هذه الإمضاء- وقتها أخذت الورقة ياسيدي ووضعتها في جيب بنطلونك بعناية
هل تتذكر شيئا من تلك الرسالة ؟..هل لازلت تحتفظ بها ؟
لاأدري إجابتك ولكني أعتز كثيرا بهذه الرسالة
جاء لقاءنا الأول –اسما وإعتبارا- كما وثقه التاريخ في كتبه
لازلت أتذكرك وأنت تحمل لي الكرسي لأجلس عليه وتسألني عن سر حزني بين سطور كتاباتي
أخجل من سؤالك وأحاول أن أجيبك ببساطة
سأحاول الهرب وتجاهلك في منتصف اللقاء ..فأنت لاتعلم شئ عن تلك النظرة العابرة التي أدت إلي كارثة حب لم تنتهي بعد
ولكن سيكون هربي مؤقت ونسلك طريق العودة معا
تخبرني عن الساعة الرملية ..ولا أحس إحساسها إلا بعدها بعام بالتمام والكمال ...وآتي إليك بموبايلي يحمل صورة ساعة رملية ولكنك بعد عام ستنظر لها في لامبالاة وتقولي مش فاهم
تعلق علي عنوان مدونتي "تبدو وكأنها أمنية أكثر منها تقريرا للواقع"وقتها لم املك سوي نظرة اندهاش ممزوجة بشئ من الغضب لانك كشفت سري
ولكن لم يمنعني ذلك باتهامك بيني وبين نفسي بالسلبية والانصهار حزنا من اجلك
واعود لاطلب منك في طفولية ان توصلني اولا قبل العودة الي بيتك
ولاانسي ان اطلب ايميلك
وانتظرك لنتقابل في اليوم التالي رغم انني اعلم انك لن تأتي ..ولكني انتظرتك
واخفي علي نفسي اني كنت كلما نظرت الي عينيك
نزلت بحرهما وسبحت ضد التيار وحاربت امواج وعرفت الكثير من الأسرار
أخفيت علي نفسي أمر ذلك الرجل الذي كان جواز سفره إلي نفسي هو نظرة عابرة..مجرد نظرة عابرة

وقتها شعرت بالخطر
ولكني لم افلح في إجبار نفسي علي الرحيل قبل ان تأخذ احداثها من القدر
فعاشت اللقاء العابر والصداقة القوية وقصة الحب
عاشت رجلا ...مازال كلما تحدث تكسوه اللغة ويعريه الصمت بين الجمل
وتبقي لها في آخر المطاف لحظات حلوة واعتقاد طالما عارضته
الآن تردده بعد ان علمها هو اياه
أحيانا تصبح الذكريات هي الخبز الذي نأكله كي نكمل الحياة" "

هناك تعليقان (٢):

Dr.Maha Salem يقول...

...وكانت بيننا ليلة
سبحت العمر بين مياهها الزرقاء
ثم رجعت ظمآنا
وكنت أراك يا عمرى
ملاكا ضل موطنه
وعاش الحب انسانا
...وكنت اموت فى عينيك
ثم اعود يبعثنى
لهيب العطر بركانا
وكانت بيننا ليلة
جلست أراقب اللحظات
فى صمت تودعنا
...ويجرى دمعها المصلوب
فوق العين الوانا
وظلت بيننا ذكرى
...نراها نجمة بيضاء
تخبو حين نذكرها
وتهرب حين تلقانا
تطوف العمر فى خجل
...وتحكى كل ما كانا
وكانت بيننا... ليلة

من قصيدة وكانت بننا ليلة
لفاروق جويدة

weswes يقول...

صدقتى حقا
ان الذكريات تصبح الخبز الذى نكمل عليه الحياه